التصوف.............. هو الزهد:
الزهد هو التخلص من تحكم الشهوات المادية والتي تجعل المسلم يتعلق بالحياة الدنيا، وينسى الآخرة.
وهذا النوع من الزهد يكون بترك أطايب الطعام، وفاخر الثياب.
وهذا النوع يكون في مرحلة زمنية في مراحل السلوك، يتدرب فيها السالك على الصبر، وتكوين الرجولة، وقمع شهوات النفس، وبكرر دا عبارة عن تدريب زي (تدريب الصاعقة)
تنبيه: من لم يكن له (شيخ عارف) في هذه المرحلة من السلوك، فسيقف في هذا الحال، ويودي به إلى العزلة وترك العمل، وهذا لا شك أنه ليس حال أهل السلوك القويم، لأن الله تعالى، خلقنا لنعمر الأرض بنشر العلم بالله تعالى، ونقيم حضارة الأخلاق، ونكون أمثلة يحتذى بها لغيرنا.
فإذا فرغ السالك من تحكم العالم المادي فيه، انتقل للزهد بالقلب، وزهد القلب يروض السالك فيها قلبه على الفقر التام والفقر هنا معناه (التحقق التام بأنه عبد لسيده الأعظم وهو الله تعالى) وفيها يتحقق السالك بقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15]، في هذا المقام يشهد السالك أنه لا حول له ولا قوة إلا بالله تعالى.
وفي هذا المقام يصل العبد لمحبة الله تعالى، لأنه صار تعلقه بلقاء الله ويشتاق العبد إلى لقاء الله تعالى.
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبّوكَ" سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (5/ 225)
وهنا يأخذ العبد بالله ويترك بالله، ويتكلم من أجل الله، ويسكت من أجل الله.
وفيها يرجع العبد إلى عالم الأسباب، لكن بفهم العارفين بالله تعالى.
فالسالك يمر بثلاث مراحل في العمل بالأسباب:
1- العمل بالأسباب بفهم أهل التعلق بالدنيا، وهذا حال الكثرة المتكاثرة من الناس.
2- التجرد عن الأسباب وترك العمل بها، وهو حال من أراد التخلص من شهوات ماديته
3- الرجوع للعمل بالأسباب، لكن بفهم العارف بالله.

تعليقات